مقدمة

القدس على مر التاريخ هي قطب الرحى، ومحور الصراع، ومن يملك مفتاحها يملك الحضارة.

الإعلام المسموع - على عكس المتوقع – نجح في البقاء والصمود رغم التقدم العلمي في وسائل الإعلام الأخرى والتواصل الاجتماعي وما زال يحظى بنسبة استماع كبيرة من المتابعين .

غياب القدس عن الإعلام المسموع

المتابع لوسائل الإعلام الفلسطينية والعربية المسموعة، يلحظ غياب القدس وأخبارها وقضاياها، بصفتها قضية جوهرية، حيث لا تتعدى المساحة الإعلامية التي تحتلها أخبارها مساحة إعلان تجاري واحد، والإعلانات تكرر  في اليوم نفسه عدة مرات !

لماذا غابت القدس عن الإعلام المسموع؟

هل كان ذلك بسبب عدم وجود أخبار وأحداث تستحق أن تذكر؟ أم بسبب بعدها الجغرافي واحتجابها ؟! أم بسبب وجود قضايا أكثر أهمية منها، أم لعدم اهتمام الجمهور بها!!!

هل القدس موجودة على الأثير؟؟

1.    الموسمية في الاهتمام والعمل، إذ لا يكاد يوجد نشاط مبرمج مثابر ومتصل، بل الانفعال بالأحداث بشكل هبّات موسمية ومناسباتية

2.     التعاطي الظاهري والجزئي مع القضية،على سبيل المثال تحاول وسائل الإعلام المسموعة فضح جرائم العدو الصهيوني من غير محاولة البحث في كيفية رد العدوان والمسؤوليات الواجبة إزاءه

3.                   الخضوع إلى نظرية ”التقادم الزمني“ إزاء ما تمارسه المؤسسة الصهيونية، بمعنى الجديد يطرد القديم.. ذاكرة السمك

أسباب غياب القدس عن الإعلام المسموع

1.                   عدم وجود خطة عمل إعلامية لمؤسسات الإعلام المسموع

يجب أن توضع أهداف عامة عريضة لمؤسساتنا الإعلامية، وتحديد برامج وفواصل ثابتة في كل دورة برامجية، سواء كانت موجهة للداخل الفلسطيني أو للمستمعين المحليين

2.         تعاطي إعلامنا المسموع بردود الفعل بدلا من المبادرة بالفعل

في مجال الإعلام، لا يختلف الحال كثيرا عن واقعنا السياسي، فإعلامنا لا يركز في أخباره على ما يبني من مستوطنات مثلا، أو ما يفعل في القدس من هدم للبيوت، وسحب للهويات، وابتزاز للمواطنين كي يبيعوا بيوتهم وأملاكهم، وغيرها من أساليب التضييق على السكان المقدسيين الصامدين، بل ينشغل عنها إلى قضايا أخرى ثانوية؛ فإن سمعنا أن أحد مسؤوليهم صرح بقول ما، ننشغل أسبوعا في الرد عليه.

3.     إغفال الأخبار المتعلقة بفلسطين والقدس في حال وجود قضايا عربية أو عالمية هامة أخرى

المتابع للنشاط الصهيوني التهويدي في القدس، يلاحظ أنه يستغل حصول قضايا كبيرة في العالم العربي أو الغربي للقيام بمخططاته (مثل  هدم حي سكني، أو تمرير قوانين عنصرية قد لا يقبلها العالم في الوضع الطبيعي) لإدراكه أن الإعلام العربي سيكون في غفلة عما يحدث في القدس،

4.    وضع القدس كقضية رئيسية بالنسبة للأنظمة العربية، وتأثر الإعلاميين بها

بعض وسائل الإعلام وخاصة المحلية منها أو التي تبث من دول عربية تتعاطى إعلاميا مع القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية القدس بشكل خاص بناء على نظرة حكومة هذه الدولة للعلاقة مع القدس ومع الكيان الإسرائيلي

5.       مع محدودية نطاق بث الـ FM  يتم التركيز على طرح القضايا المحلية على حساب قضية العرب الأولى

محدودية نطاق البث الإذاعي بحيث لا يعبر الحدود الداخلية للمحافظات فضلا عن الحدود الخارجية وصولا للفلسطينيين في مكانهم، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن وسائل الإعلام المسموعة لا تعد المصدر الأول للأخبار لدى عموم المواطنين العرب، وعدم وجود قنوات إذاعية أخبارية متخصصة لا يجعل القدس تتصدر الحدث دائما

6.     عدم ادراك المؤسسات الاعلامية المسموعة لدورها الإعلامي أو أهميته في القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية القدس بشكل خاص.

بمعنى أنها تستصغر جهدها الذي تبذله، وقد تراه لا يقدم ولا يؤخر مع كثافة وحرفنة الإعلام المضاد، ولا يخطر ببالها أن قوة تدفق المياه في النهر تعود لكثرة الروافد التي تصب فيه

تفاعل الإعلام المسموع مع القدس/ حياة أنموذجا

تعتبر إذاعة حياة أف أم من الإذاعات الرائدة في التعاطي مع قضية القدس للأسباب التالية:

1.      مركزية قضية القدس بالنسبة لمجلس الإدارة والإدارة العامة

2.     الأردن الامتداد والمتنفس الطبيعي لأهل القدس حتى بالنسبة للإعلام

3. القرب الجغرافي والترابط العائلي والعشائري بين الأردنيين والفلسطينيين

أمثلة لتعاطي إذاعة حياة أف أم مع قضية القدس:

1.        وجود مراسل ميداني للإذاعة في مدينة القدس تحديدا

2.      تأسيس برج بث إذاعي في مدينة السلط لتغطية مناطق واسعة من فلسطين

3.      تخصيص على الأقل يوم مفتوح على الأثير لجمع التبرعات للقدس سنويا (عدا عن المناسبات).. (ترميم بيوت المقدسيين، حملة المليون شجرة، ...)

4.   للسنة الرابعة على التوالي تطلق الإذاعة في رمضان (القدس معلومة ومسابقة) بالتعاون مع شركة الصوت الذهبي مع تطويرها سنويا، ووجودها على تطبيق الإذاعة

5. لا تخلو دورة برامجية من برنامج مخصص للقدس أو للقضية الفلسطينية (القدس في الكتاب والسنة، النبي يفتح بيت المقدس، مذكرات أسير، ......) وهذه كلها من إنتاج حياة أف أم

6.    بث الجناغل التي تتحدث عن القدس وبطريقة تحرك مشاعر الناس وتخاطب عقولهم أيضا ، وفي أوقات متعددة (ودون مناسبة محددة)

7.          قضية القدس وفلسطين محور أساسي في (مهرجان حياة للنشيد) بكل نسخه وصولا إلى المهرجان السابع الذي نعمل عليه حاليا

8.    تقديم الدعم والرعاية الإعلامية المجانية لكل الأنشطة التي تقوم بها جهات غير الإذاعة (المسابقة المقدسية، ....)

9.     تستضيف الإذاعة الشخصيات الوطنية الفلسطينية والمقدسية خاصة في أستوديوهات على الهواء مباشرة أو عن طريق الاتصال الهاتفي في البرامج المباشرة ذات الصلة وتمنحهم الوقت الكافي للتعبير عن آرائهم

(قصة سجادة الصلاة)

10.   تم إطلاق اسم (استوديو القدس) على استوديو البث الرئيسي في إذاعة حياة أف أم، وبحيث يذكر اسم القدس في بداية كل برنامج مباشر..

توصيات للإعلام المسموع

1.     وجود خطة إعلامية لمؤسسات الإعلام المسموع للاهتمام بقضية القدس، والتوقف عن الموسمية في التعاطي وردات الفعل فقط:

           i.      تخصيص زاوية يومية أو أسبوعية على الأكثر للحديث عن القدس وأخبارها

         ii.          تخصيص برنامج واحد على الأقل في كل دورة برامجية عن القدس

       iii.       تشكيل رأي عام شعبي ضاغط للحفاظ على القدس من مخاطر المشروع الصهيوني ومؤامراته

        iv.          تنفيذ حملات إعلامية تسلّط الضوء على ما يجري في فلسطين عموماً والقدس خصوصاً

2.     السعي نحو إنتاج الأخبار وتصديرها بدل الاقتصار على استيرادها

3.   توحيد المصطلحات الإعلامية الخاصة بالقضية الفلسطينية وتعميمها، وتوحيد الخظاب الإعلامي أيضا

4.    إثراء معارف معدي البرامج ومقدميها في وسائل الإعلام المسموعة بتفاصيل قضية تهويد القدس، والسياقات التاريخية والقانونية للقضية.

5.      التبادل البرامجي بين مؤسسات الإعلام المسموع (والمرئي) فيما يخص برامج القدس تحديدا

6.      الاستفادة من وسائل الاتصال الاجتماعي وتأسيس موقع دائم على شبكة التواصل الإجتماعي مخصص للإنتاجات الإعلامية المتصلة بالقضية الفلسطينية

7.    الإعلان عن جائزة سنوية لأفضل عمل إعلامي عن القدس بتفرعاته المرئي والمسموع والمكتوب والمرسوم (المنتدى)

8.    التجديد في طرح الأفكار وتنفيذها بحرفية وإبداعية وتغيير زوايا التناول في البرامج المسموعة لتشمل طيفا واسعا (الثقافة، الآثار، العادات،.. )

9.    الاستفادة من تأثير الشخصيات الوطنية في فلسطين والعالم العربي، سواء كانت شخصيات دينية أو سياسية في مجابهة تهويد القدس والدفاع عنها، وتخصيص مساحات كافية لهذه الشخصيات في وسائل الإعلام العربي المسموع